وقامت تمسح دموعها
وذهبت الى خزانتها
وانتزعت منها رداءها الأحمر
وارتدته فى بكاء شديد
وأنعكس لون الرداء على وجهها فزادها جمالا فوق دموعها
وحررت شعرها فأحتضن وجهها
وذهبت الى البحر تمسك فى وعاء قلبها
وتدلت فى بكاء وأنحناء
تقول للبحر خذ قلبى
عسى أن يرده الله إليا
فمد البحر أمواج يده وأخذ منها قلبها
وأختفى عن نظرها
وقررت أن تعيش بلا قلب
وكل يوم بعد أن تنتهى من أعمالها
تلبس رداءها
وتذهب الى البحر
وتنظر الى ظلامه بنور الأمل فى عينها
تبحث عن قلبها
وتقول يا بحر الهوى
ألم يحن الوقت أن تعيد إليا قلبى
يرد قائلا
لا تخافى ولا تحزنى
إنا رادوه إليك
وسنجعلك من المرسلين
فتقول له
متى ستقر عينى برؤيه قلبى
ينبض فى أحضان عمرى
وأأنس به فيما تبقى من عمرى
أعذرنى أيها البحر
فما أصعب أن تحيا بدون قلب
ولقد وهبت قلبى لك
حتى يعود أو أتعود
ولكنى لا أفقد الأمل
وكل يوم اسأل عنه
فى أعماقك وأمواجك
وإن لم أجده سألقى بنفسى في ظلماتك
واتخلى عن جسدى وستبقى روحى تبحث عن قلبى
وسألقاه فى جنه الله
فكم كرهت الأرض
وكم عشق السما
يا بحر قد سلمتك قلبها
فلا تكسره ولا تجرحه
عسى الله أن يرده إليها
وها هى تجلس كل يوم
تسألك أين قلبها