الخميس، 29 نوفمبر 2012

جوهر الإستغفار !!

بدأ الحوار بشوق الى الإستغفار نابع من رغبة داخلية .. ثم تسلسل الحوار حتى وصلنا الى أصل من أصول الحياة ....

بداية الحوار : فكرية تقول


أستغفر الله العظيم الذى لا إلـــــــه إلا هو الحــــــــى القيــــــــــوم وأتوب إليه ...


أحيانا ً ... تشتاق قلوبنا للإستغفار وتجده ينبع من رغبة داخلية مُلحة ... كأن أرض قلبك قد جفت وتحتاج الى ماء مُنهمر من رحمات السماء ...
استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم...




عمرو فهمى :  
ما أجمل الربط بين الأستغفار و الماء المنهمر الذى تحتاجه الأرض الجافة ..

أنظرى كيف يحوى القرآن هذا التصوير بروعة منقطعة النظير .. قال تعالى "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُ
مْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" صدق الله العظيم ..

فلو تدبرنا الأيات سنجد أن نتائج الأستغفار هى الأمداد بخمسة أشياء و هى الأمطار و الأموال و البنين و الجنات و الأنهار ..

و بالتالى فأننا ندرك من وحى الأية الكريمة ان أثنتين من الأمدادات هى أمدادات مائية " الأمطار و الأنهار " ..

و لقد وضعتا فى بداية الأمدادات و أخرها فوضوعت الأمطار أولا و الأنهار أخيرا للبرهنة على أن الأستغفار مجلبة للخيرات التى تمثل المياه أصلها بل و أصل كل الحياة ..

فالله جل و علا قد قال فى كتابه الجواد
" وجعلنا من الماء كل ش حى " ..
صدق الله العظيم

و لأن الأستغفار فى الأصل ذكر فقد ربطه رسولنا الكريم بالحياة قائلا " مثلُ الذي يُذكرُ الله ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6407 ، ص 1112 ) .

فاللهم أجعلنا من عبادك المستغفرين

****************

فكرية مصطفى :
تحياتى على هذا الربط الرائع : أستغفار = كل شئ حى , الأستغفار من أصول الحياة .. حتى سيدنا آدم عندما نزل الأرض أول ما طلبه من الله عز وجل:

"قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَ
نَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " ( 23 ) الأعراف
فقد جعل الغفران شرط من شروط الخسارة إذا لم يتوفر . وتوفر غفران الله يُعد من أدوات النجاح والفلاح ..

فكان الأستغفار هو المطلب الأول لحياة الإنسان على وجه الأرض . لذلك سبحان اللمك تجد الانسان عندما يستغفر ربه كأنه يعيد الى نفسه قيمة الحياه ويربط نفسه بهدفه فى هذه الأرض وأصله فى تلك السماء , الإستغفار هو السلاح الروحى الخفى الذى منه تستمد ذاتك البشرية وطعامك الروحى يا أبن آدم فهذا أبوك وهى أمك وهذا اصلك خطاء وتعشق الإستغفار .. فتزيد الحسنات وتروى أرضك بأطيب الخيرات وهذا كله بفضل العودة الى الأصل والى الهدف وتذكر أنها رحلة ستنتهى يوما .. يا سبحان الله على نعمة الإستغفار .!!!!!

تحياتى يا عمرو .فتح الله عليك وزادت من فضله العظيم


 **********************
عمرو فهمى
كم أنتِ راقية و ندية بنفحات النور و العطور!! و ما أجمل حديثنا فى رحاب ذكر الله!!

فلن استطيع أن ان أستطرد فى حديثنا الشيق هذا دون أن أذكر حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام تأكيدا على الفكرة التى أنتهينا اليها و هى علاقة الأستغفار بالحياة .. و الذى يؤكد
فكرة أكثر اذهالا و هى أن الأستغفار لم يكن فقط علة الحياة كصورة من صور التعبد لملك الملوك, بل أنه علة من علل الوجود ..

حيث قال الحبيب ((والذي نفسي بيده لو لم تُذنِبوا فتستَغفِروا لذهَبَ الله بكم، ولجاء بقومِ يُذنِبون فيستَغفِرون الله؛ فيَغفِر الله لهم)). و هذا يعنى أنا الله يسمح لنا بالوجود لأننا نخطئ كى نستغفر متعبدين ,

و لا شك ان كل صور تعبدنا هى من باب الأستغفار فنحن نسجد و نركع و نقوم و نصوم و نعمر الأرض طلبا للمغفرة لأننا خلقنا لنعبد :
فالله تعالى قد قال فى كتابه المعظم " و ما خلقت الجن و لأنس الا ليعبدون " ...

فما أرحم الله الغفار الذى يقبل كل المستغفرين ...





*****************************

فكرية مصطفى :


أثريت الحوار يا عمرو , وسبحان الله من فترة كنت اسأل نفسى لما الإستغفار يأخذ هذا الشكل الهام فى تعبدنا كمسلمين !!!!!وكنت اسأل نفسى ما فائدة ال
إستغفار وقرأت العديد عن فضل الإستغفار ؟!!! ولم أشعر بهذا الإشباع القلبى الذى شعرت به الأن وهذا لأنه مر بعصف ذهنى من الأفكار التى حللت أصله , ودائما معرفة الأصل تجعلنا نشاهد الجوهر والجوهر هو أرقى ما فى المعنى من مضمون .. "الدايمون " باليونانية يعنى روح الشئ :):) وللروح الخلود

كم أعشق الفلسفة !!!!!

والخلاصة : الإستغفار أصل الحياة وتتعدد أشكالة منها العبادات ومنها المعاملات , لكن فى النهاية هو الرابط القوى بين السماء والأرض ويُعد سلماً يقربك الى السماء و يقرب خيرات السماء إليك أى وسيط قوى بين السماء والأرض .. فكلما تقربت به الى الله تقرب الله عليك بما عنده من نعم لا تحصى ولا تعد ....

أستغفــــــــــــــــــــــر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق