شهد الله أن تنبت شجرة ذات يوم وأرادت أن تنمو وتصبح شجرة عظيمة لها ثمار سنوية وموسمية تُمنح للزوار ولكل من يمر بجانبها حيث ظلها الواسع وأكلها الطيب
وبالفعل قامت الشجرة ولكن فجأة تنافرت أغصانها فحزنت الشجرة وقالت لما هذه الفُرقة؟ فردت الأغصان وقالت إن فرقتنا من أجل أهدافنا , فنحن نريد أن نتشعب فى كل أرجاء الحياه ولا نرغب أن نكون صوب إتجاه واحد , فنحن مختلفون ...منا من سلك العلى ومنا من دنا من البشر ليكن بالقرب منهم ومنا من أراد اليسار ومنا من ذهب الى اليمين فنحن نتوسع لنّعُم الأرض بثمارنا ويسود ظلنا فى كل أرجاء الحياه لكننا منك كلنا منك أيتها الشجرة الواحده يا صاحبة الهدف الكبير .ولكى نحقق هدفك تفرقنا لنسود فى كل مكان فلا تحزينى على فرقتنا لأننا مازلنا متشبثون بك ولم نخرج عن كونك أمنا نحن أغصانك قررنا الفُرقة من أجل تحقيق كل أهدافك.
فردت الشجرة وقالت: إذا كان هذه حقاً هدفكم فلا داعى لحزنى وبثى ,لكنى تحسست منكم غير هذا الهدف الذى تنطقون به بأفواهكم ,فقد رأيت كل غصن منكم نضج ونمى وصح غصنه وتكاثرت أفرعه فظن أنه قادر وطلب أن لا يكون قائم وسط الفروع فقد غرته الغرور واستقل وغاب عن الحضور وبعده تنافرت أغصانى والكل يرحل عنى ويذهب والعمر يمر حتى تحولت من شجرة نديّه الى صخرة قسية حولنى الزمن من نبت أخضر الى حجر لونه لون التراب واخذ العمر يمر حتى نسى الجميع أننى شجرة وتحنط الحلم وجف الأمل
وكلما صرخت فى وجه البشر ظنوا أنه صراخ الكبر فقد شاب حلمى وأصبح هِرّم
فيا أيها الأغصاب تواصوا بالمرحمه ولا تفرقوا فتنهار أمكم ومن يفقد الأم قد فقَدّ أصل وجوده ومن جهل أصله صعب نبته وضعف قلبه وخاب ظنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق